والي جهة سوس ماسة يترأس لقاءً تشاورياً حول تنزيل برامج التنمية الترابية المندمجة

sabah_h0fslo
6 Min Read

ترأس السيد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، صباح اليوم، بمقر الولاية، لقاءً تشاوريًا واسعًا حول برامج التنمية الترابية المندمجة، بحضور السيد رئيس مجلس جهة سوس ماسة وأعضاء المكتب، ورئيس مجلس عمالة أكادير إداوتنان، ورؤساء الجماعات الترابية ورؤساء المجموعات الترابية؛ المنتخبون ورؤساء الغرف والهيئات المهنية؛ ورؤساء المناطق الحضرية والدوائر التابعة لنفوذ عمالة أكادير إداوتنان؛ ورئيس جامعة ابن زهر ورؤساء المؤسسات الجامعية، ورؤساء المصالح اللاممركزة والأطر الإدارية؛ والأساتذة والباحثون والأطر الأكاديمية؛ والمجتمع المدني؛  ووسائل الإعلام؛

ويأتي هذا اللقاء في إطار التنزيل العملي للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إعداد جيل جديد من البرامج التنموية المندمجة، تنفيذاً لما ورد في خطاب العرش الأخير وخطاب افتتاح الدورة التشريعية لشهر أكتوبر 2025، واللذين شدد فيهما جلالة الملك محمد السادس نصره الله على ضرورة تحقيق عدالة مجالية واجتماعية شاملة، تقوم على تكامل الجهود بين مختلف المستويات الترابية، وفق مقاربة موحدة قائمة على الالتقائية والفعالية.

إشادة بالقرار الأممي وتجديد الاعتزاز بالسيادة الوطنية

وفي كلمته الافتتاحية، عبّر السيد سعيد أمزازي عن اعتزاز ساكنة جهة سوس ماسة والمغرب قاطبة بالقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الذي جدد تأكيده على الحق التاريخي للمملكة المغربية في صحرائها، وعلى وجاهة المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية، معتبراً أن هذا القرار يمثل انتصارًا دبلوماسيًا تاريخيًا للمغرب بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وأكد الوالي أن هذا القرار الأممي يشكل منعطفاً حاسماً في تاريخ المغرب الحديث، قائلاً: “لقد قال جلالة الملك في خطابه الأخير إننا نعيش مرحلة فاصلة بين ما قبل 31 أكتوبر 2025 وما بعده، فتصويت مجلس الأمن على المقترح المغربي لم يكن فقط دعماً للوحدة الترابية، بل اعترافًا بنجاح النموذج التنموي المغربي ورؤيته المستقبلية.”

تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واستحضار رمزية أكادير

وأشار السيد أمزازي إلى أن انعقاد هذا اللقاء يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي أعطى المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه انطلاقتها من مدينة أكادير في مثل هذا اليوم من سنة 1975، وهو ما يضفي على اللقاء رمزية وطنية وتاريخية خاصة، تربط بين الماضي المجيد للمسيرة والحاضر الزاخر بالإنجازات التنموية في عهد جلالة الملك محمد السادس.

20 مليار درهم لبرامج التنمية الترابية و140 مليار لقطاعي الصحة والتعليم

وأوضح والي الجهة أن هذا الورش الملكي الكبير، المتعلق ببرامج التنمية الترابية المندمجة، حظي في مشروع قانون المالية لسنة 2026 باعتماد غلاف مالي أولي قدره 20 مليار درهم، إلى جانب 140 مليار درهم موجهة لقطاعي الصحة والتعليم، مما يؤكد الرؤية الملكية الواضحة التي تضع المواطن في صلب السياسات العمومية، وتجعل من كرامته ورفاهيته هدفًا أسمى لكل مبادرة تنموية.

كما أبرز أن هذه البرامج الجديدة ستعتمد مقاربة تشاركية ومندمجة، تُشرك المنتخبين والمجالس الترابية والقطاع الخاص والجامعات والمجتمع المدني، في إطار من التخطيط التصاعدي الذي ينطلق من القاعدة نحو القمة، لجعل صوت المواطن ومطالبه الحقيقية منطلقًا لكل تخطيط تنموي.

من منطق البنية إلى منطق الأثر

وأكد السيد سعيد أمزازي أن المرحلة المقبلة ستعرف تحولاً نوعياً في فلسفة العمل التنموي، من منطق بناء البنيات التحتية إلى منطق تحقيق الأثر الملموس على حياة المواطنين، من خلال حكامة حديثة وشفافة تركز على النتائج، وتعتمد المعطيات الميدانية كأساس للتخطيط والتنفيذ والتقييم.

كما دعا إلى ترسيخ ثقافة الالتقائية بين البرامج والمشاريع، وتجاوز المقاربات القطاعية الضيقة، بما يضمن تنمية متوازنة ومندمجة لجميع المجالات الترابية، خاصة المناطق الجبلية والقروية والساحلية التي تحتاج إلى دعم استثنائي واهتمام خاص.

تعبئة شاملة ومشاريع ذات أثر ملموس

وشدد والي الجهة على أن إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة الخاص بعمالة أكادير إداوتنان، يروم بالأساس بلورة مشاريع مبتكرة ذات أثر مباشر على حياة المواطنين، تستثمر كل درهم في تحسين شروط العيش وتعزيز تنافسية المجال، مع تثمين الخصوصيات المحلية والموارد الطبيعية والبشرية التي تزخر بها المنطقة.

ودعا السيد أمزازي جميع الفاعلين إلى تعبئة شاملة ومسؤولة حول هذا الورش الوطني الاستراتيجي، من خلال صياغة مقترحات واقعية وقابلة للإنجاز، تستند إلى تشخيص دقيق للحاجيات والإمكانيات المحلية، وتسهم في إحداث فرص الشغل ودعم الاستقرار الترابي، وتعزيز الثقة بين الإدارة والمواطن.

ورشات موضوعاتية لتعميق التشاور

وفي ختام اللقاء، أعلن والي جهة سوس ماسة عن تنظيم خمس ورشات موضوعاتية يوم الجمعة 7 نونبر الجاري بمقر الولاية، ابتداءً من الساعة العاشرة صباحًا، لبحث المشاريع المقترحة ومعالجة مكامن الخصاص في مختلف الجماعات التابعة للعمالة، في أفق بلورة رؤية موحدة ومندمجة للبرنامج التنموي المرتقب.

واختتم السيد سعيد أمزازي كلمته برفع أصدق الدعاء إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله بأن يحفظه الله ويديم عليه موفور الصحة والعافية، ويقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الرشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، سائلاً العلي القدير أن يوفق الجميع لخدمة الوطن والمواطن، في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك

The post والي جهة سوس ماسة يترأس لقاءً تشاورياً حول تنزيل برامج التنمية الترابية المندمجة first appeared on صباح أكادير.

Share This Article
لا توجد تعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *