حنكة الملك تطوي نصف قرن من التضحيات

sabah_h0fslo
3 Min Read

أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن قرار مجلس الأمن الدولي وضع المبادئ والمرتكزات الكفيلة بإيجاد حل سياسي نهائي لقضية الصحراء، ضمن حقوق المغرب المشروعة.

وفي الخطاب السامي الذي وجّهه جلالة الملك مساء اليوم الجمعة إلى الشعب المغربي الوفي، قال جلالته: “اليوم ندخل، والحمد لله، مرحلة الحسم على المستوى الأممي، حيث حدد قرار مجلس الأمن المبادئ والمرتكزات الكفيلة بإيجاد حل سياسي نهائي لهذا النزاع، في إطار حقوق المغرب المشروعة”. وأضاف: “في سياق هذا القرار الأممي، سيقوم المغرب بتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، وسيقدمها للأمم المتحدة، لتشكل الأساس الوحيد للتفاوض، باعتبارها الحل الواقعي والقابل للتطبيق”.

وجدد جلالة الملك شكره لكل الدول التي ساهمت في هذا التغيير بمواقفها البناءة ومساعيها الدؤوبة في سبيل نصرة الحق والشرعية، مضيفاً: “وأخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة صديقنا فخامة الرئيس دونالد ترامب، الذي مكنت جهوده من فتح الطريق للوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع”. كما شكر جلالته أصدقاء المغرب في بريطانيا وإسبانيا، وخاصة فرنسا، والدول العربية والأفريقية الشقيقة، وجميع الدول التي دعمت مبادرة الحكم الذاتي.

وأكد جلالته أن “بعد خمسين سنة من التضحيات، ها نحن نبدأ، بعون الله وتوفيقه، فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، في إطار حل توافقي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي”، مشيراً إلى اعتزازه بتزامن هذا التحول التاريخي مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لاستقلال المغرب.

وفي السياق ذاته، أعرب جلالة الملك عن سعادته بمشاركة الشعب المغربي مشاعر الارتياح لمضمون القرار الأخير لمجلس الأمن، مؤكداً أن “نحن نعيش مرحلة فاصلة، ومنعطفا حاسما في تاريخ المغرب الحديث. فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده. حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه وعلى حدوده التاريخية”.

وأشار جلالة الملك إلى أن الدينامية التي أطلقها المغرب في السنوات الأخيرة بدأت تعطي ثمارها على جميع الأصعدة، مؤكداً أن “ثلثي الدول بالأمم المتحدة أصبحت تعتبر مبادرة الحكم الذاتي هي الإطار الوحيد لحل هذا النزاع”.

كما أبرز جلالته أن “الاعتراف بالسيادة الاقتصادية للمملكة على الأقاليم الجنوبية عرف تزايدا كبيرا بعد قرارات القوى الاقتصادية الكبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، بتشجيع الاستثمارات والمبادلات التجارية مع هذه الأقاليم”، مضيفاً أن ذلك يؤهل الأقاليم الجنوبية لتصبح قطبا للتنمية والاستقرار، ومحورا اقتصاديا بمحيطها الجهوي، بما في ذلك منطقة الساحل والصحراء.

هذا الخطاب التاريخي لجلالة الملك يجسد حنكة سياسية دبلوماسية متراكمة منذ 26 عاماً من التشييد والتنمية، ويضع المغرب في موقع قوة على المستوى الإقليمي والدولي، مع توطيد الوحدة الترابية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم الجنوبية.

 

The post حنكة الملك تطوي نصف قرن من التضحيات first appeared on صباح أكادير.

Share This Article
لا توجد تعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *