في وقت تتحدث فيه مصادر دبلوماسية عن مساعٍ أمريكية لإعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الجزائرية خلال الأشهر المقبلة، عادت الجزائر لتوجيه اتهامات جديدة إلى المغرب، في خطوة تعكس استمرار الخطاب التصعيدي من جانبها، رغم مبادرات حسن النية التي عبّر عنها الملك محمد السادس مرارًا عبر سياسة اليد الممدودة التي يرعاها الملك تجاه الجزائر وحرصه الشخصي على تحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين في أفق تحقيق الوحدة المغاربية.
ففي بيان رسمي صدر اليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية ضمن حصيلتها العملياتية الأسبوعية، عن “إحباط محاولات لإدخال كميات من المخدرات عبر الحدود الغربية”، مشيرة إلى حجز قنطارين و98 كيلوغرامًا من الكيف المعالج، وكيلوغرام واحد من الكوكايين، إضافة إلى ما يقارب مليونًا ونصف مليون قرص مهلوس (1.499.695).
ويرى متابعون أن هذه الاتهامات ليست جديدة، إذ دأبت الجزائر على توظيف “ورقة المخدرات” كلما طُرحت مبادرات تهدئة أو تقارب محتمل بين البلدين، في محاولة لصرف الأنظار عن جذور الخلاف السياسي العميق الذي يعيق أي تقدم في بناء وحدة مغاربية حقيقية.
كما تعتبر تصريحات الجيش الجزائري، بحسب مراقبين، امتدادًا لحملات إعلامية ممنهجة تستهدف تشويه صورة المغرب على الصعيد الإقليمي، من خلال ربطه باتهامات “تهريب المخدرات وتمويل الإرهاب”، رغم غياب أي أدلة ملموسة تدعم هذه المزاعم.
أما الرباط، فقد التزمت، كعادتها، موقف الحكمة وضبط النفس، مفضلة عدم الانجرار إلى الرد بالمثل حفاظًا على أمل تحقيق المصالحة المغاربية المنشودة، في وقت يتطلع فيه الشارع المغاربي إلى تجاوز منطق العداء وبناء مستقبل قائم على التعاون والاستقرار.
The post الجزائر تعود إلى أسلوبها القديم تجاه المغرب first appeared on صباح أكادير.
