أحدثت محكمة النقض تطوراً غير مسبوق في قضايا صلة الرحم، بعد أن قضت بالسماح للجدين من جهة الأب بزيارة حفيدتهما المحضونة، رغم أن والد الطفلة ما زال على قيد الحياة. ويعد هذا الاجتهاد القضائي خطوة مبتكرة تختلف عن التفسيرات التقليدية التي كانت تمنح الجدين حق الزيارة فقط بعد وفاة أحد الأبوين.
القضية تعود إلى نزاع أسري خارج المغرب، حيث تقدم الجدّان بطلب استعجالي أمام المحكمة الابتدائية بمدينة الجديدة، طالبين زيارة حفيدتهما يوم الأحد من كل أسبوع، ونصف العطل المدرسية، واليوم الثاني من كل عيد ديني.
أمام هذا الطلب، رفضت الأم الحاضنة السماح بالزيارة، مستندة إلى المادة 185 من مدونة الأسرة، التي تحدد انتقال حق الزيارة للجدين فقط بعد وفاة أحد الأبوين. وأكدت المحكمة الابتدائية موقف الأم، وهو ما تم تأييده لاحقاً من قبل محكمة الاستئناف، معتبرة أن الأب لا يزال المخوّل قانونياً بممارسة حق الزيارة.
غير أن محكمة النقض أعادت النظر في القضية، مبنية قرارها على وكالة عرفية مصادق عليها من الأب نفسه، تمنح الجدين الحق في زيارة حفيدتهما نيابة عنه. وقد حصلت هذه الوكالة على المصادقة الرسمية من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ما أكسبها حجية قانونية كاملة.
ويعتبر هذا الحكم سابقة قانونية مهمة، لأنه يبرز قدرة القضاء على الاعتراف بالوكالات الرسمية الممنوحة من الوالدين، ويوسع من نطاق حقوق الجدين حتى في وجود الأب على قيد الحياة. كما يشير القرار إلى أن حماية الروابط الأسرية يمكن أن تتجاوز القيود التقليدية، ما يعزز مفهوم صلة الرحم ضمن الإطار القانوني المغربي.
ويقول خبراء قانونيون إن هذا القرار قد يصبح مرجعاً مستقبلياً لمحاكم الموضوع، خصوصاً في الحالات التي يتم فيها توكيل الجدين رسمياً من قبل الوالدين، مما يعكس مرونة أكبر في توازن الحقوق الأسرية وحماية مصالح الأطفال.
The post جدان ينالان حق زيارة حفيدتهما في سابقة قضائية بالمغرب first appeared on صباح أكادير.
