“سياحة الميكانيك”…المغرب يُزعزع الهيمنة الصناعية الإسبانية ويسحب البساط من تحت أقدامها.

sabah_h0fslo
2 Min Read

لم تعد المنافسة بين المغرب وإسبانيا تقتصر على المنتجات الفلاحية أو صادرات السيارات، بل امتدت إلى مجالات لم تكن في الحسبان، مثل خدمات إصلاح السيارات. ففي السنوات الأخيرة، تحولت مدن شمال المغرب، وعلى رأسها طنجة، إلى وجهات مفضلة لآلاف الإسبان الباحثين عن صيانة مركباتهم بكفاءة وأسعار لا تُضاهى.

السر يكمن في تكلفة اليد العاملة، حيث لا تتجاوز ساعة العمل بورشات الميكانيك المغربية 2 يورو، مقابل ما يصل إلى 150 يورو في إسبانيا.

رحلة قصيرة عبر المضيق تكفي لتوفير مئات اليوروهات، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بخدمات مثل طلاء السيارة أو تغيير محركها. هذه الظاهرة التي باتت تُعرف بـ”سياحة الميكانيك” تعكس تحولًا اقتصادياً في المنطقة.

لكن المفاجأة الكبرى تتجلّى في قطاع صناعة السيارات نفسه، حيث تفوّق المغرب على إسبانيا في صادراته نحو الاتحاد الأوروبي، مسجلاً رقماً غير مسبوق تجاوز 15 مليار يورو في 2023، مع استمرار الوتيرة التصاعدية في 2025. ويعود الفضل في ذلك إلى كلفة الإنتاج المنخفضة، إذ لا تتجاوز تكلفة اليد العاملة لتجميع سيارة في المغرب 106 دولارات، مقارنة بأكثر من 3300 دولار في ألمانيا، ما جعل كبريات الشركات العالمية تتهافت على الاستثمار في المملكة.

الرد الأوروبي لم يتأخر. ففي أبريل 2025، قرر الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية على عجلات الألمنيوم المغربية، في خطوة يرى فيها مراقبون بداية حرب تجارية غير معلنة، هدفها كبح صعود “صنع في المغرب”.

وتتحدث تقارير أوروبية عن توجه مصانع كبرى، مثل “ستيلانتيس”، لنقل إنتاج سياراتها من إسبانيا إلى المغرب، وهو ما يؤشر إلى تحوّل عميق في خارطة التصنيع بالمتوسط، مع المملكة في قلب هذا الزخم الاقتصادي المتصاعد.

 

The post “سياحة الميكانيك”…المغرب يُزعزع الهيمنة الصناعية الإسبانية ويسحب البساط من تحت أقدامها. first appeared on صباح أكادير.

Share This Article
لا توجد تعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *