وجه عدد من النواب انتقادات شديدة للوضع الذي تعيشه الطرق السيارة وعدد من المحاور الطرقية بالمملكة، معتبرين أن اختلالات التهيئة والتأمين تضر بمستعمليها وتعرقل انسيابية الحركة، داعين إلى اتخاذ تدابير عاجلة وتسهيلات تخفف معاناة المواطنين.
وخلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة التجهيز والماء بلجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، أثار النواب مسألة المقاطع الطويلة التي تعرف أشغال إصلاح تمتد لكيلومترات، مما يجبر السائقين على السير بسرعة منخفضة لا تتجاوز 60 كلم/س، مع المطالبة بإعفاء هذه المقاطع من الأداء طيلة فترة الأشغال.
وسجلت تدخلات أخرى تفاقم ظاهرة الباعة المتجولين والحيوانات التي تخترق الطرق السيارة، محذّرين من المخاطر المباشرة على سلامة السائقين، وداعين إلى تعزيز صيانة السياجات وتأمين الممرات الجانبية.
كما أشار النواب إلى غياب معالجة حقيقية للنقط السوداء التي تشهد نسبًا مرتفعة من حوادث السير، مستنكرين عدم تضمينها في عرض وزير التجهيز والماء. وطالبوا بتسريع إحداث مدارات جديدة وتوسيع الطرق الوطنية والجهوية والإقليمية التي تعرف ضغطًا كبيرًا، خصوصا خلال موسم السياحة الصيفية، إضافة إلى إطلاق حلول نقل جماعي حديثة لتقليل الاعتماد على السيارات.
ودعا النواب إلى اعتماد نظام رقمي ذكي لتدبير حركة السير، يراقب التدفق المروري ويوجه السائقين نحو مسارات بديلة، مع الإسراع بتنفيذ اتفاقيات الشراكة لفتح مسالك جديدة وبناء القناطر المبرمجة.
وتوقفت مداخلات أخرى عند مشاريع متعثرة تأخرت بسبب إفلاس المقاولات أو ضعف الدراسات التقنية، إلى جانب التدهور الخطير الذي تعانيه بعض الطرق الوطنية والإقليمية نتيجة التآكل والانهيارات الصخرية وقلة الصيانة.
وفي سياق متصل، استعرض النواب حصيلة برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية (2017-2023)، التي شملت آلاف المشاريع بالعالم القروي، منها أكثر من 2500 مشروع لتأهيل الطرق والمسالك. ورغم أثر هذه المشاريع في فك العزلة، فقد حذروا من أن غياب الصيانة يهدد ديمومتها، خصوصًا مع ضعف إمكانيات الجماعات الترابية، مطالبين بتخصيص الصندوق الخاص بالطرق لتمويل صيانتها.
كما نبهت مداخلات أخرى إلى قصور التشوير الطرقي وضرورة اعتماد أنظمة إلكترونية ذكية بدل العلامات التقليدية، وإلى تدهور منارات بحرية تمثل جزءًا من التراث الوطني وتستوجب تدخلاً استعجاليًا لصيانتها.
وختم النواب ملاحظاتهم بالتنبيه إلى تداخل الاختصاصات بين وزارات التجهيز والفلاحة والداخلية في ما يتعلق بالبنية الطرقية، داعين إلى توحيد الجهود وإيجاد مخاطب مؤسساتي واحد يعنى بالتخطيط والتنفيذ. كما تساءلوا عن مدى تقدم البرنامج الاستعجالي لفك العزلة عن العالم القروي، والآجال الحقيقية لتحقيق عدالة مجالية تضمن إنهاء فجوة “مغرب السرعتين”.

The post اختلالات خطيرة تهدد مستعملي الطرق السيار first appeared on صباح أكادير.

