في واقعة صادمة هزّت الرأي العام الوطني، شهدت مدينة الدار البيضاء مساء الجمعة 17 أكتوبر الجاري جريمة مروّعة ارتكبها مقدم شرطة يعمل بفرقة الدراجين، أقدم خلالها على قتل سيدة تبلغ من العمر 39 سنة، كانت تربطه بها علاقة عاطفية، وذلك باستعمال سلاحه الوظيفي داخل سيارتها الخاصة المتوقفة قرب مقر ولاية أمن الدار البيضاء.
ووفقًا لمعطيات ذكرتها الصباح، فإن الضحية، وهي طبيبة وتنحدر من مدينة المحمدية تنتمي إلى وسط ثري ومن مواليد سنة 1986، كانت مطلقة وتكبر الجاني سِنًّا بعدة سنوات. وقد جمعتها بالشرطي علاقة عاطفية دامت لأشهر، اتسمت في بدايتها بالانسجام والتفاهم والود والوئام، قبل أن تتحول في الآونة الأخيرة إلى خلافات حادة ذات طابع مادي وعاطفي.
تشير المعطيات الأولية إلى أن الخلاف الذي تطور إلى مأساة كان مرتبطًا بمبلغ مالي مهم سبق للضحية أن سلمته للشرطي في إطار معاملة شخصية بينهما، قبل أن تطالبه باسترجاعه. كما تفيد الروايات بأن غيرة الضحية وشكوكها في خيانة الشرطي لها أججت الخلاف بين الطرفين في اللقاء الأخير الذي جمعهما مساء الحادث.
الطبيبة، التي كانت في حالة غضب شديدة، قدمت إلى مقر عمل الشرطي على متن سيارتها رباعية الدفع، وأصرت على لقائه رغم انشغاله بمهمة ميدانية. داخل السيارة، دار نقاش حاد بينهما، حاول خلاله الشرطي تهدئتها وطالبها بالمغادرة وإقناعها بتأجيل الحديث إلى وقت لاحق، بحكم أنه ملزم بالعودة إلى عمله، غير أنها رفضت الانصراف وأصرت عللى بقائه لحسم الخلاف بل وهددته — وفق المعطيات — بتقديم شكاية رسمية ضده لدى رؤسائه في العمل.
في خضم التوتر والانفعال، استلّ الشرطي سلاحه الوظيفي وأطلق رصاصة مباشرة على الضحية، لتسقط جثة هامدة داخل السيارة. وقد وقعت الجريمة على مقربة من مقر ولاية الأمن، ما جعل عناصر التدخل السريع تهرع إلى المكان فور سماع دوي إطلاق النار.
وخلال محاولة توقيفه، أطلق الجاني رصاصتين في اتجاه زملائه الذين حاولوا محاصرته، دون أن يصيب أحدًا، قبل أن يحاول وضع حد لحياته بتوجيه المسدس إلى رأسه. غير أن تدخلًا بطوليًا من أحد زملائه حال دون انتحاره، إذ تمكن من شل حركته في اللحظة الحاسمة، لتنحرف الرصاصة وتصيب أعلى رأسه إصابة خطيرة.
تم نقل الشرطي المصاب على وجه السرعة إلى قسم العناية المركزة حيث يخضع للمراقبة الطبية الدقيقة، في حين جرى نقل جثة الطبيبة إلى مستودع الأموات بالدار البيضاء لإخضاعها للتشريح الطبي بأمر من النيابة العامة المختصة.
وقد أمرت النيابة العامة بفتح بحث قضائي معمق تشرف عليه المصلحة الولائية للشرطة القضائية، قصد تحديد الدوافع الدقيقة للجريمة، والوقوف على كافة الملابسات المرتبطة بالعلاقة التي جمعت الطرفين، وكذا الشق المالي الذي يرجح أنه كان الشرارة الأولى وراء هذا الحادث المأساوي.
بهذا الحادث، تطوى صفحة مأساوية جديدة داخل أسوار الأمن، عنوانها العاطفة المدمّرة حين تمتزج بالسلاح والخيانة والمال، وتبقى التحقيقات القضائية كفيلة بتسليط الضوء الكامل على خلفيات هذه الجريمة التي اهتزت لها الدار البيضاء وكل المغرب.
The post تفاصيل قتل شرطي خليلته الطبيبة بالرصاص first appeared on صباح أكادير.
