بلغ المخزون الإجمالي لاحتياطيات المياه في مختلف السدود والمنشآت المائية بالمغرب، مع منتصف غشت الجاري، حوالي 5.806,68 مليون متر مكعب، من أصل 16.762,51 مليون متر مكعب تمثل السعة الإجمالية للأحواض المائية التسعة بالمملكة.
وتُظهر بيانات المديرية العامة لهندسة المياه استمرار تأثير موجات الحر المتتالية المصحوبة برياح “الشركي” خلال فترة “الصمايم” لصيف 2025، حيث تراجعت نسبة الملء الإجمالية للسدود إلى 34,64%، رغم تسجيل تحسن يفوق 6,5 نقاط مئوية مقارنة بنفس التاريخ من السنة الماضية.
ورغم هذا التحسن النسبي، تكشف المعطيات عن تباين واضح في نسب الملء بين السدود الكبرى؛ إذ لا تزال حقينات سدود كبرى كسد “الوحدة” و”المسيرة” منخفضة نسبيًا، فيما واصل سد “بين الويدان” بحوض “أم الربيع” تسجيل مستويات حرجة للغاية. كما بقيت أربعة أحواض مائية، من أصل تسعة، دون نسبة 30% من طاقتها الاستيعابية، ما يضعها في خانة “الإجهاد المائي الحرج”.
من بين أبرز الحالات اللافتة، حوض “ملوية” الذي انخفضت نسبة ملئه إلى 26,32%، ليلتحق ببقية الأحواض التي تواجه مستويات متدنية من المخزون المائي.
أما على صعيد الواردات المائية، فقد سجلت الأرقام الرسمية عجزًا بنسبة 60,57% مقارنة بالمعدل السنوي للفترة الممتدة من فاتح شتنبر إلى نهاية الأسبوع الأول من يوليوز، مقابل فائض بـ 39,41% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
مشاريع مائية كبرى لتعزيز الأمن المائي
وفي رده على سؤال برلماني حول وضعية السدود والبرامج الاستباقية للتخزين، أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، التزام الحكومة بتنزيل البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي رُصدت له استثمارات بقيمة 143 مليار درهم، بهدف تنويع مصادر التزويد بالمياه وترشيد استغلالها.
وتشمل المشاريع الجاري تنفيذها بناء سدود كبرى وصغرى، وتحلية مياه البحر، والربط بين الأنظمة المائية، والتنقيب عن المياه الجوفية، وتطوير منشآت توزيع المياه، إضافة إلى رفع الطاقة الاستيعابية للسدود عبر التعلية.
حاليًا، يتم إنهاء وإنجاز 16 سدًا كبيرًا جديدًا، سيضيف حوالي 5 مليارات متر مكعب إلى الحقينة الوطنية، إلى جانب 156 سدًا كبيرًا قائمًا. كما تشمل الأشغال الجارية تعلية سدود استراتيجية مثل “المختار السوسي” بتارودانت و”محمد الخامس” بتاوريرت.
وبخصوص السدود المتوسطة والصغرى، يجري إعداد اتفاقية شراكة جديدة (2025-2027) بين وزارات الداخلية والاقتصاد والمالية والتجهيز والماء لإنجاز 92 سدًا صغيرًا في مختلف الجهات، بالإضافة إلى ترميم 12 سدًا ومواصلة إنجاز 30 سدًا صغيرًا أخرى من طرف الوكالات الجهوية، و8 سدود من طرف وزارة التجهيز والماء بشراكة مع وزارة الداخلية.
إجراءات وقائية لمواجهة التوحل
وفي موازاة ذلك، تنفذ الوزارة، بتنسيق مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات، إجراءات للحد من ظاهرة التوحل، تشمل تهيئة الأحواض المنحدرة، وإنجاز عتبات ترسيب، وتشجير المناطق العليا المحيطة بالسدود، إلى جانب التعلية لزيادة حجم الحقينات وإطالة عمر الاستغلال.
The post انخفاض ملء السدود بالمغرب وسط تسريع مشاريع مائية كبرى first appeared on صباح أكادير.
